نصير المهدي
أن يغيب سمير أمين فلا أكتب ففي هذا ضرب من الاجحاف ونكران الجميل ذلك أن الرجل من خلال كتاباته الاولى التي صدرت ترجمتها في منتصف السبعينات فتح عقلي وضميري على آفاق رحبة لتصورات تتحرر من القوالب الجامدة والقيود النظرية التي حفلت بها تلك العقود حين كان ينظر الى المقولات المتداولة في عالم الفكر وهي الماركسية على أنها نصوص مقدسة لا تترك مجالا لمخالف أو حتى متسائل لأن أسئلته تضعه خارج دائرة المؤمنين الى شتى الاوصاف التي كانت تطلقها دائرة التعصب والانغلاق والجمود الفكري والنظري الذي كان صلبا بحيث لم يطوع نفسه مع تساؤلات الواقع ومتطلباته فانكسر .