عامر محسن
«... وأخذ بيدي وسيّرني في بساتين النخيل وقال لي: لا تخرج منها. ثمّ ودّعني وعاد. وأنا لم أخرج منها إلّا مُراغِماً وسأعود إليها حين يؤذن لي. سفري كان مراغمةً في تخوم الأرض وفجاجها البعيدة، أجريته على وفق العادة التي قرّرها سيّدي ابراهيم الخوّاص حين قال لي: لا تمكث في البلد الواحد أكثر من أربعين يوماً. لكنّ الأرض جعلت تضيق وتضيق، فمنعتني من الامتثال لوصيّة نبيّ الغربة. لا يعني هذا أنّي أردت الخلاف عليه ... إلّا أنها الأرض هي التي اختلفت. وجبابرة وقتنا ليسوا كجبابرة زمانهم.